منتديات شبكة الابداع
ااهلا و سهلا بكم في منتديات الحب المستحيل
عزيزي الزائر يرجى التفضل بتسجيل الدخول اذا كنت عضوا في المنتدى او بالتسجيل اذا كنت راغبا بالانضمام الى اسرتنا
مع التقدير
منتديات شبكة الابداع
ااهلا و سهلا بكم في منتديات الحب المستحيل
عزيزي الزائر يرجى التفضل بتسجيل الدخول اذا كنت عضوا في المنتدى او بالتسجيل اذا كنت راغبا بالانضمام الى اسرتنا
مع التقدير
منتديات شبكة الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 محمد صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عطرالشرق
عضو جديد
عضو جديد



رقم العضوية : 174
الدولة : محمد صلى الله عليه وسلم Don02480
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 15
نقاط : 4746

محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: محمد صلى الله عليه وسلم   محمد صلى الله عليه وسلم Empty2011-06-20, 1:58 pm

محمد عليه الصلاة والسلام

[ المــولــد:

ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة
يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل،
ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو شروان،
ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين
من شهر أبريل سنة 571م حسبما
حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصور فورى والمحقق الفلكي محمود باشا.

وروى ابن سعد أن أم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت:
لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام.
وروى أحمد عن العرباض بن سارية ما يقارب ذلك.

وقد روي أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد،
فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى،
وخمدت النار التي يعبدها المجوس،
وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت،
روى ذلك البيهقي ولا يقره محمد الغزالي.

في بني سعد:
وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم
ابتعاداً لهم عن أمراض الحواضر؛ لتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم،
ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم،
فالتمس عبد المطلب لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الرضعاء،
واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر
- وهي حليمة بنت أبي ذؤيب -
وزوجها الحارث بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة،
من نفس القبيلة.

وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة
عبد اللَّه بن الحارث،
وأنيسة بنت الحارث،
وحذافة أو جذامة بنت الحارث (وهي الشيماء - لقب غلب على اسمها)
وكانت تحضن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
وأبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب،
ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .

وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعاً في بني سعد بن بكر،
فأرضعت أمه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند أمه حليمة،
فكان حمزة رضيع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من وجهين،
من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.

ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب،
ولنتركها تروي ذلك مفصلاً

قال ابن إسحاق كانت حليمة تحدث أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه،
في نسوة من بني سعد بن بكر،
تلتمس الرضعاء قالت:
وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئاً، قالت:
فخرجت على أتان لي قمراء، معنا شارف لنا،
واللَّه ما تبض بقطرة،
وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا،
من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه،
وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجو الغيث والفرج
، فخرجت على أتاني تلك فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً،
حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتأباه،
إذا قيل لها إنه يتيم.
وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يتيم
وما عسى أن تصنع أمه وجده فكنا نكره لذلك فما
بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري.
فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي واللَّه إني لأكره
أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً، واللَّه لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه
، قال: لا عليك أن تفعلي، عسى اللَّه أن يجعل لنا بركة، قالت: فذهبت إليه،
فأخذته وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره،
قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي،
فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن،
فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما،
وما كنا ننام معه قبل ذلك،
وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل،
فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا رياً وشبعاً
، فبتنا بخير ليلة، قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا تعلمي
واللَّه يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة، قالت:
فقلت واللَّه إني لأرجو ذلك، قالت: ثم خرجنا وركبت أنا أتاني،
وحملته عليها معي، فواللَّه لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شيء من حمرهم
، حتى إن صواحبي ليقلن لي يا ابنة أبي ذؤيب،
ويحك أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟
فأقول لهن بلى واللَّه إنها لهي هي، فيقلن:
واللَّه إن لها شأناً، قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد
وما أعلم أرضاً من أرض اللَّه أجدب منها،
فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً،
فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن،
ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا
يقولون لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب،
فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً،
فلم نزل نتعرف من اللَّه الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته،
وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان،
فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً جفراً،
قالت: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا،
لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه،
وقلت لها لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى
عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا.

وهكذا بقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بني سعد،
حتى إذا كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وقع حادث شق صدره،
روى مسلم عن أنس:
"أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل،
وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه،
فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة،
فقال: هذا حظ الشيطان منك،
ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم،ثم لأمه،
ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -
يعني ظئره -
فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.

إلى أمه الحنون:
وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه،
فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين.

ورأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل أن تزور قبره بيثرب،
فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كيلو متراً ومعها ولدها اليتيم -
محمد صلى الله عليه وسلم - وخادمتها أم أيمن،
وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهراً ثم قفلت،
وبينما هي راجعة إذ يلاحقها المرض،
يلح عليها في أوائل الطريق، فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة.

إلى جده العطوف:
وعاد به عبد المطلب إلى مكة، وكانت مشاعر الحنان في فؤاده
تربو نحو حفيده اليتيم الذي أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح القديمة،
فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده،
فكان لا يدعه لوحدته المفروضة، بل يؤثره على أولاده،
قال ابن هشام كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة،
فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه،
لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له،
فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر حتى يجلس عليه،
فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه،
فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم دعوا ابني هذا فواللَّه إن له لشأناً،
ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه ويصنع.

ولثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم
توفى جده عبد المطلب بمكة، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده
إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه.

إلى عمه الشفيق:
ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه،
وضمه إلى ولده، وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير،
وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته،
ويصادق ويخاصم من أجله، وستأتي نبذ من ذلك في مواضعها.

حياة الكدح:
ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه
إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنماً،
رعاهافي بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط
وفي الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجراً إلى الشام
في مال خديجة رضي اللَّه عنها، قال ابن إسحاق كانت
خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال،
تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم،
وكانت قريش قوماً تجاراً فلما بلغها
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه،
فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً
وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار،
مع غلام لها يقال له ميسرة،
فقبله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها،
وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.

زواجه خديجة:
ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا،
وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه صلى الله عليه وسلم
من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح،
ومنطق صادق، ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة -
وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبى عليهم ذلك -
فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منية
، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة،
فرضي بذلك، وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة
، وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج،
وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر،
وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين، وأصدقها عشرين بكرة.
وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة،
وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسباً وثروة وعقلاً،
وهي أول امرأة تزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.

وكل أولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى
إبراهيم، ولدت له أولاً القاسم - وبه كان يكنى -
ثم زينب ورقية، وأم كلثوم وفاطمة وعبد اللَّه، وكان عبد اللَّه يلقب بالطيب والطاهر،
ومات بنوه كلهم في صغرهم،
أما البنات فكلهن أدر كن الإسلام فأسلمن وهاجرن
، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وسلم
سوى فاطمة رضي اللَّه عنها فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به.

بناء الكعبة وقضية التحكيم:
ولخمس وثلاثين سنة من مولده صلى الله عليه وسلم
قامت قريش ببناء الكعبة وذلك لأن الكعبة كانت رضما فوق القامة.
ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيل ولم يكن لها سقف،
فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان في جوفها،
وكانت مع ذلك قد تعرضت - باعتبارها أثراً قديماً
- للعوادي التي أدهت بنيانها، وصدعت جدرانها،
وقبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم،
انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار،
فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصاً على مكانتها،
واتفقوا على أن لا يدخلوا في بنائها إلا طيباً،
فلا يدخلوا فيا مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس،
وكانوا يهابون هدمها فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومي،
وتبعه الناس لما رأوا أنه لم يصبه شيء، ولم يزالوا في الهدم حتى
وصلوا إلى قواعد إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في البناء فجزأوا الكعبة
وخصصوا لكل قبيلة جزءاً منها. فجمعت كل قبيلة حجارة على حدة
وأخذوا يبنونها، وتولى البناء بناء رومي اسمه باقوم، ولما بلغ البنيان
موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه
واستمر النزاع أربع ليال أو خمساً واشتد حتى كاد يتحول إلى
حرب ضروس في أرض الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي
عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل
عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء اللَّه أن يكون ذلك
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه هتفوا هذا الأمين،
رضيناه، هذا محمد، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء
فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن
يمسكوا جميعاً بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه حتى إذا
أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده، فوضعه في مكانه،
وهذا حل حصيف رضي به القوم.

وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية
نحواً من ستة أذرع وهي التي تسمى بالحجر والحطيم، ورفعوا
بابها من الأرض، لئلا يدخلها إلا من أرادوا، ولما بلغ
البناء خمسة عشر ذراعاً سقفوه على ستة أعمدة.

وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريباً يبلغ
ارتفاعه 15متراً وطول ضلعه الذي فيه الحجر الأسود،
والمقابل له 10و10م، والحجر موضوع على ارتفاع 50و1م
من أرضية المطاف، والضلع الذي فيه لباب والمقابل له 12م،
وبابها على ارتفاع مترين من الأرض، ويحيط بها من الخارج
قصبة من البناء أسفلها، متوسط ارتفاعها 25و0م ومتوسط
عرضها 30و0م وتسمى بالشاذروان،
وهي من أصل البيت لكن قريشاً تركتها.

السيرة الإجمالية قبل النبوة:
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جمع في نشأته خير
ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازاً رفيعاً من الفكر الصائب،
والنظر السديد، ونال حظاً وافراً من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد
الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل
وإدمان الفكرة واستكناء الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية
صحائف الحياة وشؤون الناس وأحوال الجماعات، فعاف ما سواها من خرافة،
ونأى عنها، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم،
فما وجد حسناً شارك فيه، وإلا عاد إلى عزلته العتيدة فكان لا يشرب الخمر،
ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً،
بل كان من أول نشأته نافراً من هذه المعبودات الباطلة،
حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها،
وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى.

ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ، فعندما تتحرك نوازع النفس لاستطلاع
بعض متع الدنيا، وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غير المحمودة
تتدخل العناية الربانية للحيلولة بينه وبينها، روى ابن الأثير
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين،
كل ذلك يحول اللَّه بيني وبينه ثم ما هممت به حتى أكرمني برسالته،
قلت ليلة للغلام الذي يرعي معي الغنم بأعلى مكة
لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب فقال:
أفعل فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفاً، فقلت ما هذا فقالوا:
عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع،
فضرب اللَّه على أذني فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس.
فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته،
ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك،
ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة، ثم ما هممت بسوء.

وروى البخاري عن جابر بن عبد اللَّه قال:
لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة
فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك
على رقبتك يقيك من الحجارة،
فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق فقال:
إزاري، إزاري،
فشد عليه إزاره وفي رواية فما رؤيت له عورة بعد ذلك.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة،
وشمائل كريمة فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً،
وأعزهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً،
وألينهم عريكة، وأعفهم نفساً، وأكرمهم خيراً،
وأبرهم عملاً، وأوفاهم عهداً، وآمنهم أمانة حتى سماه قومه "الأمي"
لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية
، وكان كما قالت أم المؤمنين خديجة رضي اللَّه عنها يحمل الكل،
ويكسب المعدوم
، ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق
محمد عليه الصلاة والسلام[center]

: يمكن أن نقسم عهد الدعوة المحمدية -
على صاحبها الصلاة والسلام والتحية -
إلى دورين يمتاز أحدهما عن الآخر تمام الامتياز وهما


الدور المكي، ثلاث عشرة سنة تقريباً.

الدور المدني، عشر سنوات كاملة.
ثم يشتمل كل من الدورين على مراحل لكل منها خصائص تمتاز
بها عن غيرها،
ويظهر ذلك جلياً بعد النظر الدقيق في الظروف
التي مرت بها الدعوة خلال الدورين.

ويمكن تقسيم الدور المكي إلى ثلاث مراحل:


مرحلة الدعوة السرية، ثلاث سنين.


مرحلة إعلان الدعوة في أهل مكة، من بداية السنة الرابعة
من النبوة إلى أواخر السنة العاشرة.


مرحلة الدعوة خارج مكة،
وفشوها فيهم، من أواخر السنة العاشرة من النبوة إلى هجرته
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

أما مراحل الدور المدني فسيجيء تفصيلها في موضعه.

المرحلة الأولى
جهاد الدعوة
ثلاث سنوات من الدعوة السرية:
معلوم أن مكة كانت مركز دين العرب،
وكان بها سدنة الكعبة، والقوام على الأوثان والأصنام المقدسة عند سائر العرب،
فالوصول إلى المقصود من الإصلاح فيها يزداد عسراً وشدةً
عما لو كان بعيداً عنها، فالأمر يحتاج إلى عزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث،
لذا كان من الحكمة أن تكون الدعوة في بدء أمرها سرية،
لئلا يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم.

الرعيل الأول:
وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم
الإسلام أولاً على ألصق الناس به وآل بيته
، وأصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام،
ودعا إليه كل من توسم فيه خيراً ممن يعرفهم ويعرفونه،
يعرفهم بحب الحق والخير ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح،
فأجابه من هؤلاء -
الذين لم تخالجهم ريبة قط في عظمة
الرسول صلى الله عليه وسلم وجلالة نفسه وصدق خبره -
جمع عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين،
وفي مقدمتهم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد،
ومولاه زيد ابن ثابت بن شرحبيل الكلبي، وابن عمه علي بن أبي طالب -
وكان صبياً يعيش في كفالة الرسول -
وصديقه الحميم أبو بكر الصديق.
أسلم هؤلاء في أول يوم من أيام الدعوة.

ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام،
وكان رجلاً مألفاً محبباً سهلاً، ذا خلق ومعروف،
وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه، لعلمه وتجارته
، وحسن مجالسته، فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه
، فأسلم بدعائه عثمان بن عفان الأموي
، والزبير بن العوام الأسدي، وعبد الرحمن بن عوف،
وسعد بن أبي وقاص الزهريان، وطلحة بن عبيد اللَّه التيمي،
فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس
هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام.

ومن أوائل المسلمين بلال بن رباح الحبشي،
ثم تلاهم أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فه
ر وأبو سلمة بن عبد الأسد، والأرقم ابن أبي الأرقم المخزوميان
، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد اللَّه،
وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وسعيد بن زيد العدوي
، وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب
، وخباب بن الأرت وعبد اللَّه بن مسعود الهذلي وخلق سواهم،
وأولئك هم السابقون الأولون، وهم من جميع بطون قريش
وعدهم ابن هشام أكثر من أربعين نفراً،
وفي ذكر بعضهم في السابقين الأولين نظر.

قال ابن إسحاق ثم دخل الناس في الإسلام أرسالاً
من الرجال والنساء حتى فشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدث به.

أسلم هؤلاء سراً، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يجتمع بهم ويرشدهم إلى الدين متخفياً لأن الدعوة كانت
لا تزال فردية وسرية، وكان الوحي قد تتابع وحمى نزوله بعد
نزول أوائل المدثر، وكانت الآيات وقطع السور التي تنزل
في هذا الزمان آيات قصيرة، ذات فواصل رائعة منيعة،
وإيقاعات هادئة خلابة تتناسق مع ذلك الجو الهامس الرقيق،
تشتمل على تحسين تزكية النفوس، وتقبيح تلويثها برغائم الدنيا،
تصف الجنة والنار كأنهما رأي عين،
تسير بالمؤمنين في جو آخر غير الذي فيه المجتمع البشري آنذاك.

الصــلاة:
وكان في أوائل ما نزل الأمر بالصلاة
، قال مقاتل بن سليمان:
فرض اللَّه أول الإسلام الصلاة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي،
لقوله تعالى:
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}
[غافر: 55]
وقال ابن حجر:
كان صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء يصلي قطعاً،
وكذلك أصحابه،
ولكن اختلف هل فرض شيء قبل الصلوات الخمس من الصلوات أم لا؟
فقيل إن الفرض كانت صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.
انتهى. وروى الحارث بن أسامة من طريق ابن لهيعة موصولاً
عن زيد بن حارثة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
في أول ما أوحى إليه أتاه جبريل، فعلمه الوضوء،
فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه
. وقد روى ابن ماجه بمعناه.
وروي نحوه عن البراء بن عازب وابن عباس وفي حديث ابن عباس
وكان ذلك من أول الفريضة.

وقد ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه كانوا إذا حضرت الصلاة ذهبوا في الشعاب
فاستخفوا بصلاتهم من قومهم
، وقد رأى أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم
وعلياً يصليان مرة، فكلمهما في ذلك
، ولما عرف جلية الأمر أمرهما بالثبات.

الخبر يبلغ إلى قريش إجمالاً:
يبدو بعد النظر في نواح شتى من الوقائع أن الدعوة -
في هذه المرحلة -
وإن كانت سرية وفردية لكن بلغت أنباءها إلى قريش،
بيد أنها لم تكترث بها.

قال الشيخ محمد الغزالي:
"وترامتهذه الأنباء إلى قريش فلم تعرها اهتماماً،
ولعلها حسبت محمداً أحد أولئك الديانين،
الذي يتكلمون في الألوهية وحقوقها، كما صنع أمية بن أبي الصلت وقس بن ساعدة
، وعمرو بن نفيل وأشباههم،
إلا أنها توجست خيفة من ذيوع خبره وامتداد أثره
، وأخذت ترقب على الأيام مصيره ودعوته".

مرت ثلاث سنين والدعوة لم تزل سرية وفردية
، وخلال هذه الفترة تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون،
وتبليغ الرسالة وتمكينها من مقامها ثم تنزل الوحي يكلف
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
بمعالنته قومه، ومجابهة باطلهم ومهاجمة أصنامهم.

المرحَلة الثانية
الدعوة جهاراً
أول أمر بإظهار الدعوة:
أول ما نزل بهذا الصدد قوله تعالى:
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
[الشعراء: 214]
والسورة التي وقعت فيها الآية - وهي سورة الشعراء -
ذكرت فيها أولاً قصة موسى عليه السلام من بداية نبوته إلى هجرته مع بني إسرائيل،
ونجاتهم من فرعون وقومه،
وإغراق آل فرعون معه،
وقد اشتملت هذه القصة على جميع المراحل
التي مر بها موسى عليه السلام خلال دعوة فرعون وقومه إلى اللَّه.
مع العلم أن هذا التفصيل إنما جيء به حين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة قومه إلى اللَّه،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mounir_zer
صاحب الموقع
صاحب الموقع
mounir_zer


رقم العضوية : 1
الدولة : محمد صلى الله عليه وسلم FGs02352
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 425
نقاط : 17881
الموقع الموقع : بابل الحبيبة

محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد صلى الله عليه وسلم   محمد صلى الله عليه وسلم Empty2011-06-20, 8:57 pm

جزاكي الله خير الجزاء اختي الفاضلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-ibda3.123.st
 
محمد صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
»  قصة حدثت في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» داود عليه السلام
» من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم
» دموع فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شبكة الابداع  :: (¯`·._.·[المنتديات الاسلامية]·._.·`¯) :: منتدى المواضيع الاسلامية-
انتقل الى: